علّم الفتيات

لمحة عن المشروع


لا يزال التفاوت القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء الهند يشكل عائقاً أمام التعليم، ما يؤدي إلى إبقاء أكثر من 3.7 مليون فتاة خارج المدرسة في سائر أنحاء البلاد، وهو ثالث أعلى رقم في العالم. ومن بين الولايات الهندية التسع التي تشهد فجوة في مجال النوع الاجتماعي، سجلت راجستان أعلى مستويات التفاوت بين الجنسين. ويهدف مشروع "علّم الفتيات" إلى تقديم تعليم جيد لجميع الفتيات من خلال حشد وتعبئة موارد عامة وخاصة ومجتمعية لتحسين فرص حصولهن على تعليم جيد. 
 
وكان المشروع قد بدأ بشكل تجريبي عام 2005 في 50 مدرسة حكومية، ثم زاد نطاق تغطيته من 500 مدرسة عام 2007 إلى 2,342 مدرسة عام 2010 ليصل إلى أكثر من ربع مليون طفل (تشكل الفتيات نحو 120,000 منهم) في ولاية بالي. ووقّع المشروع في عام 2011 مذكرة تفاهم لدخول ولاية جالور والعمل مع 2,083 مدرسة أخرى. والآن وبعد أن وقّع مذكرة تفاهم مع ولاية سيروهي، يستعد المشروع لتوسيع نطاقه بحيث يشمل فتيات أكثر تهميشاً في بعض المناطق الأكثر تحدياً في الهند. ويمنح "النموذج الشامل" الابتكاري الذي وُضع من أجل إصلاح المدارس واتباع نهج عنقودي عمقاً للمشروع بما يسمح بإحداث تغيير على المستوى الشعبي. 
 
علاوة على ذلك، يحقق المشروع مستفيداً من الاستثمارات الحكومية القائمة في المدارس نتائج يمكن قياسها وتفيد عدداً كبيراً من المستفيدين بتكلفة منخفضة للغاية، كما يتفادى ازدواج تقديم الخدمات.

السياق والمشكلة

صُنفت الهند في عام 2012 على أنها أسوأ بلد يمكن أن تعيش المرأة فيه من بين بلدان مجموعة العشرين والرابعة في العالم. ويعكس هذا التصنيف أنظمة اجتماعية متصلبة، ومحدودية المواقف المنادية بلعب الجنسين لأدوارهما، والإهمال، وعدم وجود دعم من جانب الأهالي والمجتمع المحلي. ويتجلى هذا التمييز بأقصى صوره في مجال فرص التعليم، إذ تشير التقديرات إلى أن متوسط عدد السنوات التي تقضيها الفتاة الهندية في التعليم خلال كامل حياتها يقل عن أربع سنوات. ولذلك تحتل الهند المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد الأميات إذ يوجد فيها أكثر من 200 مليون امرأة أمية. ويهدف مشروع "علّم الفتيات" إلى تقديم تعليم جيد لجميع الفتيات من خلال حشد وتعبئة موارد عامة وخاصة ومجتمعية لتحسين فرص حصولهن على التعليم.

الحل والأثر

يستهدف المشروع الولايات الهندية ذات الفجوة الكبيرة بين الجنسين. وهو يعمل بصورة وثيقة مع آلية التعليم الحكومية، مُركزاً على ما يلي:
  • إلحاق الفتيات بالمدرسة، سواء اللواتي تسربن منها أو اللواتي لم ينتسبن إليها أبداً. 
  • الاحتفاظ بهن في المدرسة لعام دراسي وأكثر. 
  • تحسين مخرجات التعلم في مواد الرياضيات واللغات.
ولتحقيق هذه الأهداف، يسعى المشروع إلى توعية المجتمع بأهمية تعليم الفتيات، وإطلاعه على فوائده الاجتماعية والاقتصادية، ثم بناء قدراته على حشد الموارد اللازمة لتعليمهن. وقد حقق المشروع النتائج التالية:
  • الالتحاق: التحقت 58,080 فتاة تتراوح أعمارهن بين 6 وَ14 عاماً بالمدرسة، لتبلغ نسبة التحاق الفتيات بالمدرسة 99 في المائة.
  • أثر تراكمي (بلغ عدد الفتيات والفتيان المستفيدين من تحسين البنية التحتية المدرسية وقدرات المدرسين 567812 طالباً وطالبة).
  • زيادة معدل حضور الفتيات من 62 إلى 87 في المائة.
  • تحسين مخرجات التعلم في اللغتين الهندية والإنكليزية والرياضيات بنسبة 20-30 في المائة في غضون عام واحد. 
  • ارتفعت نسبة المدارس التي تصل إليها مياه شرب نظيفة من 46 إلى 82 في المائة، والتي تحوي مراحيض منفصلة للفتيات من 44 إلى 71 في المائة.
  • بلغ عدد المنتسبين إلى فريق باليكا (متطوعين من المجتمع المحلي) 1,495 متطوعاً.
  • تسهيل اجتماعات لجنة إدارة المدارس: 8,221.
  • تنفيذ خطط تطوير المدارس: 17,959.
التطور المستقبلي

يأمل المشروع في التوسع ليغطي ثماني ولايات تعاني من الفجوة بين الجنسين في الهند بحلول عام 2016 وزيادة عدد المدارس المستفيدة منه من 5,000 مدرسة في الوقت الحاضر إلى أكثر من 18,000 مدرسة في عام 2016. ولتحقيق ذلك، سيحشد المشروع أكثر من 6,000 متطوع من فريق باليكا في ولاية راجستان، ما يسمح له بإفادة قرابة 1.8 مليون طفل.
 
وحتى الآن، أثبت المشروع نجاحه من حيث النطاق، إذ ازداد مجال تغطيته من 500 مدرسة في عام 2007 إلى أكثر من 5,000 مدرسة في الوقت الحالي. وقد انضم أكثر من 1,400 متطوع من فريق باليكا إلى المشروع لمناصرة قضية تعليم الفتيات في مجتمعاتهم. وتمكن المشروع أيضاً من تحقيق أثر كبير بتكلفة منخفضة مستفيداً من استثمارات الحكومة في التعليم ومن الموارد المجتمعية غير المستغلة. وفي عام 2012، قُدم للمشروع منحة بقيمة 4.25 مليون دولار على مدى سبع سنوات  في إطار مبادرة لمؤسسة قطر بعنوان "علّم طفلاً". وتسمح هذه المنحة للمشروع بتوسيع نطاقه بشكل كبير.

May 09, 2019 (last update 05-09-2019)