مشروع كبلر (Kepler)

نبذة عن المشروع


يعمل برنامج كبلر (Kepler) على إنشاء نوع جديد من الجامعات الإفريقية التي تتسم بكلفتها المنخفضة وجودة تعليمها العالي وقابليتها على التوسع والانتشار على مستوى القارة الأفريقية بأكملها. وقد تم تصميم منهجها التعليمي لتزويد الطلاب الأفارقة بما يحتاجونه من مهارات مقابل كلفة يستطيع كافة الشباب الموهوبين تحملها، بصرف النظر عن خلفياتهم الاقتصادية. ويكمن السر وراء قدرة برنامج كبلر على إنجاز هذه المهمة في الجمع بين التعليم عبر الإنترنت العالمي المستوى والحلقات الدراسية التي تتطلب الحضور الشخصي وبرنامج تدريبي مكثف لدعم عملية الانتقال من التعليم إلى العمل، مما يؤدي في النهاية إلى حصول جميع الخرجين على شهادة علمية معتمدة من الولايات المتحدة الأمريكية.

السياق والقضية

مع اقتراب 200 مليون شاب إفريقي من دخول سن الرشد، يواجه هؤلاء الشباب تحدياً مشتركاً يتمثل في عدم قدرة الكثير منهم على الانتقال من مرحلة التعليم الثانوي إلى مرحلة العمالة المنتجة. ومع تزايد عدد السكان بوتيرة أسرع من أي مكان آخر في العالم، فإن حجم شريحة الشباب المتواجدين على حافة الخطر يجعل من أزمة الانتقال من التعليم إلى العمل واحدة من أهمّ القضايا التي تواجه القارة الأفريقية اليوم. ومع استمرار غياب تحسن جذري على صعيد جودة نظام التعليم العالي في أفريقيا وإمكانية الوصول إليه، ستظل الأهداف الأوسع الساعية إلى الحد من الفقر صعبة المنال، بينما يصطدم ملايين الشباب من خريجي التعليم الثانوي بالبطالة وبحياة من الانتاجية والطموحات المتلاشية.
 
في الوقت نفسه، يواجه أصحاب العمل في جميع أنحاء القارة الأفريقية نقصا في رأس المال البشري لشغل الوظائف التي تتطلب عمالة ماهرة في مجال المعرفة. إذ تقتصر إمكانية الدخول إلى الجامعات المحلية على أبناء النخبة في المجتمع. وتفتقر تلك الجامعات إلى القدرة على تدريب عدد كافٍ من المهندسين والمبرمجين والإحصائيين والمحاسبين والمعلمين والموظفين الحكوميين وغيرهم من الكوادر الماهرة التي تشغل المناصب والوظائف التي تمثل الشريان الحيوي للأنظمة الاقتصادية الحديثة. ويواجه أصحاب الشركات الكبرى كمجموعة  إم تي إن (MTN)والمجموعة المصرفية إيكوبانك (EcoBank)، اللتان تعتبران من أهمّ محركات النمو على المستوى الإقليمي، عقبات أمام توسعهم بسبب ندرة الثروة البشرية الموهوبة. فإذا ما عزمت الدول الإفريقية مثل رواندا مواصلة نموها المثير للإعجاب من خلال الاقتصادات الحديثة القائمة على تقديم الخدمات، يجب أن يتمكن شبابها من الوصول إلى المؤسسات التعليمية التي تدربهم لشغل الوظائف المنشودة بتكاليف يستطيع كافة الطلاب الموهوبين والجادين تحملها. 

الحل والأثر

وضع برنامج كبلر نموذجاً لمعالجة أزمة توظيف الشباب من خلال رفع مستوى الجودة وزيادة القدرة على تحمل التكلفة وزيادة إمكانية الوصول إلى تعليم عالٍ، كل ذلك في آنٍ واحد. يتغلب هذا النموذج على المفاضلة المعتادة بين هذه الأهداف من خلال الجمع بين عناصر المؤسسات التعليمية الرائدة في جميع أنحاء العالم على نحو فريد يعزز بعضه بعضاً. وتتألف المكونات الرئيسية الثلاثة لهذا النموذج من:
 
محتوى ذو مستوى عالمي متوفر عبر الإنترنت: يرعى برنامج كبلر ويقدم دورات تعليمية من أساتذة في جامعات رائدة حول العالم من خلال الدورات التعليمية المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) إلى جانب المشروعات القائمة على الكفاءة.
 
التعليم المكثف بحضور المُحاضر والطلاب شخصياً: مع انتقال المحاضرات والتعلم السلبي خارج الفصل الدراسي، يكرّس المعلمون المدربون لدى كبلر وقت الفصل الدراسي لأساليب تعليمية منهجية تهدف إلى تحسين مهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلاب. وتشتمل هذه الأساليب على حلقات النقاش والتعليم القائم على المشاريع والتدريب والتقييم الدائم.
 
التعليم القائم على العمل: يتمم برنامج كبلر التعليم في الفصول الدراسية بدوام كامل بتعليم مكثف في موقع العمل. يمكن هذا الأسلوب الطلاب من تطبيق المفاهيم التي يتعلمونها على أرض الواقع بطريقة مباشرة، واكتساب خبرة عملية قبل التخرج، والاستفادة من التدريب العملي أثناء الانتقال من مرحلة التعليم إلى مرحلة العمل. 

التطورات المستقبلية

يهدف برنامج كبلر إلى تعزيز فرص الشباب في الحصول على تعليم عالي ليس في رواندا فقط بل عبر القارة الأفريقية بأكملها. إذ أنّ الفجوة القائمة بين الإمكانات البشرية وفرصة الاستفادة من تلك الإمكانات من خلال التعليم المستمر هائلة في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وبخاصة في الدول التي كانت تعاني من الصراعات والتي ليس لديها الموارد اللازمة لبناء جامعات تقليدية فعالة. 

May 09, 2019