التعليم من أجل النمو وبناء القيمة في لبنان

نبذة عن المشروع

يهدف مشروع "التعليم من أجل النمو وبناء القيمة في لبنان" إلى عكس الاتجاه القوي لهجرة سكان القرى إلى المدن اللبنانية من خلال توفير التدريب ذي الصلة وتعزيز فرص العمل في قراهم. وبالاعتماد على مقاربة موجهة للقاعدة الشعبية العريضة، يفتح المشروع آفاقًا جديدة للمجتمعات الريفية ويتيح لأجيالها المستقبلية خيار البقاء في قراهم والحصول على فرص العمل المناسبة.
 
وتعتمد واحدة من ركائز هذا المشروع على توفير التدريب في مجال السياحة والخدمات (مثل النزل الريفية والمطاعم التقليدية والنوادي الرياضية للعائلات والحرف والفنون المحلية والمشاريع البيئية وغيرها)، وذلك بهدف تعزيز فرص العمل في مجال السياحة في المنطقة وتطوير السياحة القائمة على الأسرة في المناطق الريفية في لبنان. وقد تم بالفعل استخدام هذا النهج في كولومبيا، ويمكن تكرار المشروع في تونس والعراق.
السياق والموضوع
يمكن وصف مستوى التعليم في لبنان بالجيد بشكل عام، إذ يحصل 90 في المائة من السكان على فرص الالتحاق بالتعليم الثانوي، ومع ذلك، ينصب التركيز الرئيسي على التعليم الأكاديمي بدلاً من التعليم الفني. وفي بلد صغير كهذا يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة، يتشبع سوق العمل بالأكاديميين من المحامين والأطباء والمهندسين، في حين يُدفع المهنيون الشباب للعمل في الخارج أو في قطاع الخدمات، الأمر الذي يولد مشكلات وخيمة للبلاد، تتمثل في مغادرة الأجيال الشابة إلى خارج البلاد بحثًا عن فرص عمل أفضل، في حين يلجأ الباقون للعمل في قطاعات لم يتدربوا للعمل بها، مما يهدد بانخفاض جودة تلك الخدمات.
 
وبالرغم مما تواجهه البلدان المجاورة من صراعات وعدم استقرار، لا يزال قطاع السياحة يشكل مصدرًا لصنع السلام والتنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، تمثل السياحة مصدرًا دائمًا للابتكار والإبداع. وقد أضحى تقديم تعليم نوعي لشباب المناطق الريفية ضرورة من أجل إعدادهم لسوق العمل السياحي. وفي ضوء هذا، استثمرت مؤسسة التنمية والتطوير الاجتماعي (PRODES) في تطوير هذا البرنامج التعليمي على مدار 15 عامًا بدعمٍ من الخبراء الفرنسيين. وفي هذا الصدد، تم تصميم برنامج يقوم على الكفاءة، كما تم عقد برنامج تدريبي للمتدربين المحليين.
الحل والتأثير
اقترحت مؤسسة التنمية والتطوير الاجتماعي (PRODES) حلًا تعليميًا واجتماعيًا يتمثل في توفير تعليم فني لائق يسمح بالتكيف مع قضايا التنمية. وقد وضعت المؤسسة برامجها التعليمية لتلبية الاحتياجات المحلية وتوفير الدوافع والمهارات الضرورية للمجتمع لاستكشاف الفرص الاقتصادية في المناطق الريفية. وقد وضع المشروع برنامجًا تدريبيًا رسميًا يعتمد منهجية تدريبية وكتبًا دراسية محددة. وبينما أطلقت منظمات غير حكومية أخرى أنشطة تدريبية قصيرة الأمد ضمن إطارٍ زمنيٍ للمشروع، لجأت مؤسسة التنمية والتطوير الاجتماعي بدلاً من ذلك إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد من خلال إطلاق "معهد الإدارة والخدمات"، وهو عبارة عن هيئة للتدريب المهني مجهزة تجهيزًا جيدًا لتقديم برامج تدريبة مؤهلة حاصلة على موافقة رسمية من وزارة التربية والتعليم العالي ومعتمدة من جهات أوروبية.
 
تقدم مؤسسة التنمية والتطوير الاجتماعي برامج تدريبية متنقلة ومناسبة في مجالات تعليم مهارات الحاسوب واللغات والفنون والحرف اليدوية والنظافة والتراث الثقافي ومهارات الضيافة. ويعدّ برنامج "ريادة الأعمال" البرنامج الأكثر ابتكارًا بين البرامج المقدمة، وهو موجه لأصحاب الأعمال التجارية الصغيرة. وتقوم الجهات المانحة للقروض الصغيرة خلال فعاليات ورش العمل بعرض منتجاتها على السيدات. وفي السنوات الثلاث الماضية، قدم البنك اللبناني للتجارة جوائزًا لأفضل ثلاثة مشاريع.
التطورات المستقبلية
وقد شاركت عدة جهات دولية مانحة في تمويل المشروع، منها المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية، والجمعية النسائية للأمم المتحدة ومقرها مدينة جنيف، والمجلس المحلي لإقليم مرتفعات السين، ومبادة ريليديف (أو الإغاثة والتعليم والتنمية) التابعة لبرنامج المعونة الأسترالية و "FFM–CD" في فرنسا، ومؤسسة الوليد بن طلال، ومنظمة "ONAY" التابعة للاتحاد الأوروبي و "FTP-FPSC"، وبرنامج الثقافة الدولية التابعة لهيئة المعونة الفنلندية. كما يحصل المشروع على الدعم من السفارات اليابانية والإيطالية والأمريكية في لبنان، بالإضافة لحصول مؤسسة التنمية والتطوير الاجتماعي على تمويل خاص. ويسعى المشروع لضمان توفير التمويل في المستقبل من خلال زيادة عدد الأعضاء وتشجيع مبادرات المسؤولية الاجتماعية المدنية. وتتمثل أهداف المشروع المستقبلية في السعي لتوقيع اتفاقية مع وزارة السياحة وإعادة إطلاق مشروع المسارات الريفية وزيادة عدد المشاركين في البرامج التدريبية والبدء بعقد دورات تدريبية معيارية للفتيات في قرى جديدة. وعلى المدى الطويل، تخطط مؤسسة التنمية والتطوير الاجتماعي لإطلاق "مركز شباب" لتشجيع طلاب الجامعات والمهنيين من الشباب على استثمار معارفهم في مشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية وخلق فرص عمل وتنفيذ المشروعات التي صممها المشاركون في التدريب. 
May 09, 2019 (last update 05-09-2019)