أستاذ موبايل

نبذة عن المشروع

يسمح تطبيق أستاذ موبايل للمدرسين بتأليف مواد التعلم الخاصة بهم، ومن بينها مقاطع الصوت والفيديو والاختبارات والألعاب، وجعلها متاحة على أي جهاز محمول تقريبًا. ويمكن وضع المحتوى التعليمي وحصول الطلاب عليه دون الاتصال بالإنترنت. كما يمكن إرسال الإحصاءات بمجرد الاتصال بها، ما يمنح المعلمين فرصة الحصول بسرعة على تقارير غنية، وينطبق هذا حتى على المناطق النائية ذات البنية التحتية الضعيفة.

وهذه المنصة مصممة للعمل دون اتصال بالإنترنت، ما يتيح لمؤلفي المحتوى في مناطق تكون سرعة الإنترنت فيها بطيئة بوضع محتوى غني – بما في ذلك ملفات الوسائط المتعددة الكبيرة – دون القلق من سرعة الإنترنت. وهي منصة سهلة الاستخدام ولا تتطلب مهارات برمجية مكلفة ويصعب العثور عليها.

وتَستخدم المنصةَ عدةُ منظمات في أفغانستان وكينيا وزامبيا والعراق وألمانيا، وهي توفر دروسًا في محو الأمية ومهارات القوى العاملة واللغات، وحتى دروس استخدام الكمبيوتر الأساسية. 

السياق والقضية
غالبًا ما يفتقر مؤلفو المحتوى في البلدان النامية إلى التكنولوجيا اللازمة لإنتاج وتوجيه المناهج الدراسية التي تلاءم الثقافة والسياق المحليين. وتقوم المنصة على أدوات للتأليف سهلة الاستخدام ولا تتطلب مهارات فنية متقدمة، بل مجرد القدرة على استخدام أدوات بسيطة ومنخفضة التكلفة يملكها بالفعل الطلاب في البلدان النامية.

وثمة أدوات ذات ملكية فكرية وباهظة الثمن (قرابة 2,000 دولار) وشائعة في قطاع التعليم الإلكتروني – مثل برنامجي Adobe Captivate وَArticulate Storyline – وتسمح بإجراء أنشطة التعلم على أجهزة بسيطة، وغالبًا ما تستدعي الاتصال بالإنترنت للعمل بشكل صحيح. وهنالك أيضًا مقاربات متنوعة مفتوحة المصدر وذات ملكية فكرية تستدعي وجود اتصال سريع وموثوق بالإنترنت، ما يجعل استخدامها غير عملي في البلدان النامية.

الحل والأثر
عوضًا عن توصيف طرق التدريس وأساليبه والمحتوى التعليمي بصورة جماعية للمدرسين في البلدان النامية، يتيح أستاذ موبايل لمن يفهم طلابه ويدرك السياق إيجاد حلول خاصة به. وغالبًا ما تكون نسبة الطلاب إلى المعلمين مرتفعة في البلدان النامية، ما يجعل الوقت الذي يخصصه المدرس للطلاب وملاحظاته لهم غير كافية (كما هي الحال في أفغانستان حيث يبلغ متوسط طول اليوم الدراسي ساعتين ونصف فقط).

وتسمح مجموعة الأدوات تلك باستخدام مقاربة التعلم المختلط، ما يتيح للمعلم استعمال طريقة التعلم عبر الأجهزة المحمولة من أجل تكملة وقت التدريس وجهًا لوجه. وقد تحسَّن أداء الشرطيات الأفغانيات في دورة محو الأمية بصورة أسرع مما توقعته المبادئ التوجيهية، باستخدام أستاذ موبايل للقضاء على محو الأمية من خلال حضور حصة واحدة أسبوعيًا عوضًا عن ثلاث إلى خمس حصص.

يؤدي فساد التعليم في مناطق ما بعد الصراع على وجه التحديد إلى أن يصبح أكثر من 20 في المائة من المدارس يعمل بشكل وهمي لأن المسؤولين المحليين الفاسدين يسرقون المخصصات التعليمية، ومنها رواتب المدرسين. ولذلك يسهِّل أستاذ موبايل على الحكومات والمانحين والمنظمات مهمة إجراء تقييمٍ للتعلم يمكن التحقق منه كما يمكن تتبع جهود المتعلم الفعلية.

إنجازات البرنامج
أجرى برنامج أستاذ موبايل في الآونة الأخيرة عددًا من البحوث الميدانية في أفغانستان لتقييم احتياجات مختلف الجهات التعليمية المعنية فيها. وكشفت النتائج أن الهمّ الرئيس لتلك الجهات هو مراقبة التعليم وليس تقديمه عبر قنوات بديلة، وهذا من شأنه إعادة توجيه استراتيجيات التوسع الخاصة بالمشروع. وشكل ذلك فرصة لممثل المشروع للقاء الشركاء المحتملين، مثل "نساء كنديات لمساعدة نساء أفغانستان" ومنظمة أنقذوا الطفولة (Save the Children).

ويعمل برنامج أستاذ موبايل في الوقت الراهن أيضًا على إطلاق نسخة محلية من التطبيق خاصة بنظام أندرويد بهدف تحسين تجربة المستخدمين.

في عام  2015، حاز أستاذ موبايل على جائزة مسابقة تمكين الكُتّاب، والتي نُظمت برعاية مشروع "القراءة لجميع الأطفال: تحدٍ كبير أمام التنمية" (ACR GCD).

التطورات المستقبلية
يتوخى هذا المشروع بناء منصة للتأليف والتسليم والتتبع يمكن استخدامها دون تدخل بشري: إذ لا يمكن للتدخل أن يؤثر على العملية عند الحاجة لتدريب المعلمين من أجل اعتماد الابتكار.

May 09, 2019