الشراكات الإبداعية

لمحة عن المشروع

تم إطلاق برنامج الشراكات الإبداعية عام 2002، ويدعم البرنامج الشراكات الطويلة المدى بين المدارس ومختصين مبدعين مما ينتج عنه تحسين مستدام لجودة التعليم والتعلّم في المدارس. والبرنامج مصمم للعمل ضمن المنهج القائم لتعزيز الأداء الإدراكي والاجتماعي والانفعالي والإبداعي لدى الشباب. ويظهر ذلك من التحسن الظاهر في الانضباط والدافعية والمشاركة والحضور والتحصيل الأكاديمي.

السياق والمشكلة

ويُنظر للابتكار حالياً وفي شتى أنحاء العالم على أنه عامل مركزي للنمو الاقتصادي، وتتوقع الحكومات بشكل متزايد أن تنتج المنظومات التعليمية عمّالاً يتمتعون بالمهارات الإبداعية للحفاظ على الاقتصادات التنافسية. وقد حددت منظمتنا من خلال مجموعة واسعة من التجارب والأبحاث، المواصفات الأساسية لهذه البيئات التعليمية التي تسهم ليس فقط في تطوير الإبداع لدى التلاميذ بل في الدفع باتجاه تحسين البيئة المدرسية بشكل عام.

 
ويعتبر الافتقار إلى الدافعية بين الشباب ظاهرة عالميةً في الوقت الراهن ويؤدي إلى فشل الكثير من الشباب في الاستفادة من الفرص التي يوفرها التعليم لتطوير المهارات الضرورية للنجاح في القرن الحادي والعشرين. ويؤدي ذلك إلى وقوع المزيد من الشباب في دائرة الفقر أو بقائهم فيها وتخفيض قدرة الاقتصاد على خلق فرص عمل جديدة وتحقيق النمو.

الحل والأثر

يعتمد نموذج المشروع على الشراكات بين المعلمين ومختصين مبدعين مدربين بشكل خاص. وهو نموذج مرن وقابل للتكييف والنقل ويعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة بشكل مباشر.

 
وتوضح الأدلة التي أظهرها بحث مستقل طلبته المنظمة أنه بالإضافة إلى تطوير الإبداع لدى الأطفال والشباب فإن للشراكات الإبداعية تأثيراً كبيراً على تحصيل التلاميذ، حيث أظهر البحث الذي أجرته المؤسسة الوطنية للبحوث التعليمية أن الشباب الذين حضروا نشاطات البرنامج أحرزوا درجات أعلى بما يعادل 2.5 درجة في اختبارات الشهادة العامة للتعليم الثانوي. وبالإضافة للتحصيل، فإن للشراكات الإبداعية تأثيراً كبيراً على السلوك والثقة بالنفس والدافعية والحضور، كما أنها تحفز مستويات أعلى من مشاركة الوالدين. كما لاحظ المعلمون المسؤولون تحسناً ملحوظاً لدى المعلّمين على مستوى مهاراتهم التدريسية نتيجة انخراطهم في البرنامج. 
 
إن الفائدة من المشروع تشمل الأطفال وآباءهم والمعلمين والمختصين المبدعين والمجتمعات التي يعيشون ويعملون فيها. عمل مشروع الشراكات الإبداعية في المملكة المتحدة بين 2002 و2011 مع أكثر من 5,200 مدرسة و150 ألف معلّم و1.7 مليون يافع على أكثر من 8,000 مشروع، حيث كان البرنامج يستخدم في قرابة 2,500 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد كل عام. وبالإضافة إلى المستفيدين من المشروع الأول للشراكات الإبداعية، فقد عملنا منذ ذلك الحين على المستوى العالمي مع 305 مدرسة أخرى و2661 معلّم و5,300 تلميذ و313 مبدع وممارس.
 
رغم أن التمويل البريطاني للمشروع انتهى في سبتمبر 2011، جذب المشروع اهتماماً دولياً كبيراً مما جعله يعمل في عدد من الدول بما فيها ألمانيا والنروج ولتوانيا والسويد وجمهورية التشيك والمجر والباكستان، كما يجري حالياً التخطيط لمشاريع مشابهة في كل من فلسطين وكرواتيا وتشيلي. كما قدّم المشروع تدريباً للمعلمين ومدراء المدارس والتربويين والمختصين المبدعين في 24 دولة أخرى لشرح عمله ومساعدة الآخرين في البناء على تجربته.

تطورات مستقبلية

من المزمع الاستمرار في تطوير المشروع الحالي على المستوى العالمي من خلال مزيج من تصميم البرامج وتقديم المشورة والتطوير المهني ومشاريع تبادل المعلمين والأبحاث. وفي هذا السياق يعمل المشروع مع شركائه الاستراتيجيين لتطوير منصات تعليمية رقمية جديدة يمكن من خلالها أن يصل عملهم لعدد أكبر من الناس.

ويسعى المشروع لتحقيق ما ذكر أعلاه من خلال:
  • تصميم البرامج: دعم تخطيط وتصميم وتطوير وتسليم البرامج التي تروّج قيمة الإبداع ضمن نطاق المدرسة وخارجها.
  • المشورة: العمل بوصفه مستشار وخبير وصديق ناقد فيما يخص جميع جوانب التعليم والتعلّم الإبداعي.
  • التدريب: تصميم وتقديم التدريب بالاستفادة من خبرة الناس الذين عملوا وتدربوا في ظل منظمة الإبداع والثقافة والتعليم على المستوى الدولي.
  • البحوث: تصميم برامج جديدة للبحث والتقييم والمساعدة في تصميم البحوث وتركيز مواضيعها بحسب ما تعمل عليها منظمات مماثلة.
  • ضمان الجودة: تقديم النصح والدعم حول ضمان الجودة في برامج التعلّم
  • المشاركة: مشاركة الخبرات والتعلّم والمعرفة المتوفرة في قاعدة بيانات المشروع الفريدة

May 09, 2019