جامب ماث

نبذة عن المشروع

تقدم جامب ماث برنامجًا في علم الحساب للفصول الدراسية يساعد في تعزيز النجاح والثقة لدى المعلمين والطلاب. واعتمادًا على المراجعة المتعمقة والمفاهيم المترابطة والاستخدام المحكم للغة والفرص المتاحة للممارسة والتقييم المستمر، يمكن للبرنامج استيعاب احتياجات الطلاب وقدراتهم المتنوعة بهدف سد الفجوة على صعيد التحصيل الدراسي.
 
وتشكل جامب ماث أسلوب تدريس خاصًا بالرياضيات يقوم على الأدلة والبراهين، بهدف تحفيز الأداء الدراسي المرتفع بحيث يمكن قياسه، إلى جانب إحداث تحسن كبير في ثقة الطلاب بأنفسهم وموقفهم من التعلّم.
السياق والموضوع
تقبل المجتمع دونما تردد واحدًا من أكثر المبادئ الهدامة في مجال التعليم، ألا وهي فكرة أن الأطفال يولدون بقدرات عقلية مختلفة إلى حد كبير، وأنه ليس هناك سوى أقلية ضئيلة يمكنها أن تتفوق. ويمثل الفقر الفكري الذي فرضناه على غالبية الأطفال – النابع من جهلنا بقدراتهم الحقيقية – السبب الرئيسي للفقر المادي، ذلك لأنه يجعل مجتمعنا أقل قدرة على توزيع الثروة بطريقة عادلة أو عقلانية أو مستدامة.
 
ينظر لعلم الحساب على نطاق واسع باعتباره أساس التنافس الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين. وعلى الرغم من ذلك، تواجه العديد من الحكومات على المستوى الوطني وعلى مستوى البلديات مشكلة ضعف الأداء في علم الرياضيات. ويسهم ضعف المهارات في الرياضيات في زيادة معدلات التسرب من التعليم، ومحدودية فرص النجاح في الحياة، وارتفاع خطر وقوع ممارسات مناوئة للمجتمع، وزيادة الأعباء الاقتصادية المرهقة. وقد ثبت أن اكتساب المهارات الحسابية خلال سنوات المدرسة المتوسطة يعد مؤشرًا قويًا على القدرة على التخرج بنجاح من المدرسة الثانوية لاحقًا، وهو في حد ذاته مطلبًا أساسيًا يعزز فرص الأفراد في الحصول على وظائف.
الحل والأثر
يتحدى برنامج جامب ماث المفاهيم التعليمية والمجتمعية التقليدية من خلال سعيه للقضاء على فرضية أن هناك تسلسلًا هرميًا طبيعيًا للقدرات البشرية، إذ يروج البرنامج لفكرة أن كل طالب لديه القدرة على أن يكون شغوفًا بمادة الرياضيات ويتفوق فيها. كما تواجه نسبة كبيرة من معلمي المدارس الابتدائية تحديًا آخر يتمثل في القلق من مادة الرياضيات. وإدراكًا لهذا الأمر، فقد تم تصميم دروس برامج جامب ماث بعناية ليتم تدريسها للطلاب على نحو فعَّال وبأقل قدرٍ من التوتر على يد معلمين لديهم خلفية محدودة في مادة الرياضيات.
يستند برنامج جامب ماث على أساليب هي ذاتها التي يروج لها حاليًا العلماء المتخصصون في علوم الإدراك وذلك لتطوير الخبرات بشكل عام. ويعتمد على طريقة تسمى "الاكتشاف الموجه"، فخلال دروس جامب ماث، يقوم الطلاب بتطوير واستكشاف الأفكار بالاعتماد على أنفسهم، غير أن الدرس يتألف من سلسلة من الأسئلة والتحديات المترابطة بعناية بحيث تؤدي الفكرة إلى فكرة أخرى بشكل طبيعي. ويتم تزويد الطلاب بالكثير من الدعم الذي تعتبره البحوث فعالًا، مثل إبداء الملاحظات والتعليقات بشكل فوري وتقديم الأمثلة العملية. ويتاح للطلاب العديد من الفرص لممارسة وترسيخ المفاهيم، كما يخضعون للتقييم المتكرر لإثارة حماستهم بالنسبة لما يحققوه من نجاح، وهكذا يمكن للمعلم التأكد من عدم تخلف أداء أي طالب عن الآخرين.
 
وتمثل إتاحة بعض الموارد للمعلم أمرًا أساسيًا لتطبيق منهج الاكتشاف الموجه الذي يتبعه برنامج جامب ماث. وتشمل هذه الموارد خطط الدروس المصممة بعناية لتمكين جميع المعلمين، بمن فيهم العديد من معلمي المدارس الابتدائية ممن ليسوا خبراء في مادة الرياضيات، من غرس بعض المفاهيم الأساسية لدى الطلاب بحيث يمكنهم نقلها لغيرهم. وعلى غرار العديد من الأسباب التي تمكن منهج برنامج جامب ماث من النجاح مع الطلاب، يسهم هذا البرنامج أيضًا في تعميق فهم المعلمين وثقتهم في تدريس مادة الرياضيات، مما يعزز من قدراتهم وثقتهم بأنفسهم.
 
استخدم قرابة 170 ألف طالب برنامج جامب ماث في العام الدراسي 2015 – 2016، وقد بلغ معدل متوسط النمو المركب 34 في المائة منذ عام 2006. وفي تجربة عشوائية ذات شواهد، تبين أن الطلاب الذين تعلموا باستخدام برنامج جامب ماث قد حققوا تقدمًا يعادل ضعف المعدل الذي حققه طلاب المجموعة الأخرى الذي درسوا باستخدام واحد من أكثر البرامج المتبعة في كندا على نطاق واسع. وتراوح ارتفاع درجات الطلاب في الاختبار من 1,8 إلى 2,9 ضعف معدل العينة الموحدة لاختبار "WRAT-4" في كل من السنوات الأربع الماضية في مدارس المجتمعات المحرومة اقتصاديًا، حيث تم تطبيق البرنامج بشكل مجاني.

التطورات المستقبلية
يشكل جامب ماث مشروعًا اجتماعيًا يحقق إيراداته من مبيعات البرنامج وكذا من خلال الإيرادات الأخرى التي تأتي في شكل منح أو تبرعات. إلى جانب ذلك، يسعى المشروع لبناء شراكات في البلدان التي لا يكون له تواجد فعلي فيها، وذلك لضمان زيادة استخدام البرنامج وتحقيق أعلى معدلات الجودة في التطبيق. وفي الآونة الأخيرة، استطاع مشروع جامب ماث تنويع مصادر دخله الخيري من خلال تلقي الدعم من الشركات التي تقوم بأعمال خيرية وأصحاب الثروات والمؤسسات والشركات. وقد تلقى المشروع العديد من المنح والتبرعات من هذه الجهات، كما تشير مجموعة الفرص والعلاقات التي يتميز هذا المشروع أنها ستشكل حافزًا كبيرًا لتنامي تأثير المشروع. وتشمل استراتيجية توسع جامب ماث إقامة شراكات مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية الأخرى التي تعد جهات راسخة القدم وتتمتع بالمصداقية في الأسواق التي يخطط المشروع لتحقيق النمو فيها، وبالفعل تشمل بعض هذه العلاقات مقترحات مشتركة تم تقديمها للممولين.
 
وبناءً على عملياته كمشروع اجتماعي (يقوم ببيع برنامجه للمدارس)، يسعى جامب ماث أيضًا لجذب رؤوس الأموال طويلة الأمد في شكل استثمارات مؤثرة. وسيتم سداد هذه الاستثمارات من خلال صافي حصيلة المبيعات في السنوات المقبلة.
 
ويقوم جامب ماث بتنفيذ استراتيجية تهدف لتسريع وتيرة النمو في بلد المقر الرئيسي، كندا، والتواجد القوي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتوسع عالميًا.
May 09, 2019 (last update 05-09-2019)