برنامج محو الأمية تارا أكشار

نبذة عن المشروع


يعتبر برنامج تارا اكشار برنامجًا حاسوبيًا يُعنى بمحو الأمية وتعليم الحساب للبالغين وذلك خلال مدة 30 يومًا، ويشجع على خفض معدلات التسرب من التعليم لمستويات منخفضة للغاية. ويستهدف البرنامج بشكل رئيسي النساء في المناطق الريفية في الهند، حتى يتمكنوا من الخروج من الحلقة المفرغة للفقر. وقد بلغ عدد خريجي برنامج تارا اكشار أكثر من165 ألف خريج. وثمة العديد من الدراسات التي أجريت حول نتائج برنامج تارا اكشار، أبرزها تلك التي قامت بها الجهات المانحة. وقد أثبتت دراسة حديثة متعمقة ومستقلة أجراها باحثون من جامعات نيودلهي وأوتاوا وطوكيو صحة ادعاءات برنامج تارا اكشار بأنه يحقق نتائج فعالة للغاية على المدى القصير، وأنه قادر على إحداث تغييرات كبيرة في حياة الخريجين.
 
السياق والموضوع

يقدر عدد النساء الأميات في العالم بنصف مليار يعيشون على الكفاف، مع عدم قدرتهم على الهروب من وضعهم هذا ويعانون من خطر التعرض للاضطهاد من جانب أسرهم وآخرين بسبب افتقارهم للتعليم أو لتحقيق أي نوع من الإنجازات في الحياة سوى إنجاب الأطفال. ويعيش قرابة ثلثي هؤلاء النساء في قرى الهند البالغ عددها 600 ألف قرية. ، وعلى الرغم من قطع شوط كبير في تطوير التعليم الابتدائي في الهند وغيرها من بلدان العالم النامية، فلن يحدث هؤلاء الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية اليوم تأثيرًا كبيرًا على مجتمعاتهم لسنوات عديدة قادمة. وثمة حاجة ماسة لإحداث تأثير فوري عن طريق تعليم الراشدين والأطفال الأكبر سنًا الذين لم يحظوا بفرصة الالتحاق بالمدارس أو هؤلاء الذين تركوها بعد فترة قصيرة من الالتحاق بها.
 
من الناحية العملية البحتة، لا يمكن للشخص الأمي التوقيع على عقدٍ أخلاقيًا أو الحصول على تدريب مهني أو مساعدة أطفاله في واجباتهم المدرسية أو التواصل مع أفراد الأسرة من خارج مدينته أو قريته إلا من خلال الهاتف. إنهم معرضون لخطر سوء الاستغلال وسوء المعاملة من أفراد الأسرة والمرابين والملاك وأصحاب العمل وغيرهم. كما يتصفون بشكل عام بالخجل الشديد ويفتقرون إلى الثقة.
 
تعتمد معظم برامج محو أمية الراشدين طرق التدريس التقليدية وغير المعتمدة على الحاسوب، وهو ما يعني أنها قد تستغرق وقتًا طويلاً من حيث عمليتي تدريب المعلمين والتدريس. يقدم برنامج تارا اكشار محتوى قياسيًا استقاه المعلمون من خبراتهم في مجال التدريس للمصابين باضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط، وغيرهم ممن يواجهون صعوبات في عملية التعلم، إذ أنه برنامج مؤهل للتعامل مع مثل هذه المشكلات.
 
الحل والتأثير

يعتمد برنامج تارا اكشار لمحو الأمية على قرابة 30 أسلوبًا تربويًا مبتكرًا. فعلى سبيل المثال، لتسهيل عميلة التعرف على الحروف الهجائية، يقوم البرنامج باستخدام طريقة لوباك وعرض الأحرف باستخدام الرسوم المتحركة، تمتد الرسوم المتحركة لتتحول إلى قصة كاملة يتم تقسيمها إلى حلقات يومية. وفي النهاية يتمكن الطلاب، وأكثرهم لم يلتحق بالمدارس قط، من تعلم كل حروف الأبجدية السنسكريتية البالغ عدد أكثر من 50 حرفًا في حوالي أسبوعين.
 
يعقب إجراء جميع الدروس التعليمية إقامة مسابقات تضاهي في جودتها ألعاب الفيديو. وباستخدام الرسوم المتحركة التي يتفاعل معها الطلاب، يمكن تدريس الأمور المعقدة في بضعة أيام على الرغم من أنها عادة ما تكون موضوعات صعبة تتطلب عقد دروس طويلة ومتكررة. ويتم نقل الطلاب كل 20 دقيقة بين الأنشطة السمعية والبصرية والحركية. يقدم الحاسوب فرصة التعلم البصرية والسمعية، فضلًا عن ممارسة لعب الورق واستخدام بطاقات الاستذكار. وتصبح البطاقات بلا قيمة عند انقطاع الكهرباء، وهو ما يحدث بشكل متكرر.
 
يبين تاريخ الحالات الدراسية حدوث زيادة في الاعتزاز بالنفس والثقة داخل أسرة المستخدمات للبرنامج وفي قراهن بأكملها. وقد أظهر الأزواج مزيدًا من الاحترام لزوجاتهم بعد أن أصبح يمتلكن مهارات متميزة. ويمثل البرنامج أداة قوية للغاية في تمكين النساء، الأمر الذي يعود عليهن بالتحسن الكبير في نوعية حياتهن اليومية. ويرجح التحاق الأطفال بالمدارس والبقاء فيها إذا شاركت أمهاتهم في البرنامج. وقد استطاعت بعض الخريجات الحصول على فرص عمل لم يتمكن من الحصول عليها من قبل. واختارت بعض الخريجات الحصول على مزيد من التدريب. وقد أثبتت دراسة متعمقة ومستقلة أجراها الباحثون من جامعات دلهي وأوتاوا وطوكيو أن البرنامج يعزز علاقات النساء ويخلق سبلاً جديدة للتواصل الاجتماعي بين المشاركات.
التطورات المستقبلية

يعزز برنامج تارا اكشار وبشكل مستمر بناء العلاقات المجتمعية. ويتم استخدام نموذج برنامج تارا اكشار لتدريب المدربين الرئيسين في المنطقة، ثم يتولى هؤلاء تدريب المدربين المحليين. ويتم اختيار جميع المدربين دائمًا من المجتمع المحلي، وبالتالي فهم ليسوا في حاجة لاكتساب خبرة في التدريس أو أي مؤهل دراسي آخر سوى شهادات تخرجهم من المدرسة الثانوية. يعمل المعلمون دائًما مع جهة إدارية محلية، وهي في الغالب جهة محلية غير حكومية صغيرة، ومن ثم يمكن تخويل إدارة البرنامج للسكان المحليين. يقوم برنامج تارا اكشار بتعيين مفتشي مراقبة جودة من السكان المحليين لمراقبة أداء المدربين الرئيسين والمعلمين.
 
يحظى برنامج تارا اكشار بعدد كبير من الجهات المانحة على نحو متواصل (وزارة التنمية الدولية وحكومتي كندا وسويسرا والحكومة الهندية المركزية ومنظمة أوكسفام وسوزلون ومؤسسة آيكيا وغيرهم). وتتوقع الجهات المانحة أن تتدخل الحكومة وتتولى إدارة المشروع في نهاية المطاف.
May 09, 2019 (last update 05-09-2019)