كتب الفيديو للأطفال الصمّ

نبذة عن المشروع


أكثر من 90% من الأطفال الصم لديهم آباء ومدرسون أصحاء سمعياً لكنهم لا يتواصلون معهم بشكل سليم، فلا يشارك الأطفال الصم في المحادثة، وربما لم يروِ لهم أحدٌ قصةً من قبل ويعانون من صعوبات في تطوير اللغة والتفكير. إن معدل الأمية الوظيفية مرتفع حتى بين الأطفال الصم أو المعاقين سمعياً دون إعاقة عقلية. فكيف يمكن تجاوز حالة الإقصاء التي يواجهونها وترميم الثغرات في تطورهم اللغوي؟
 
تشكل الكتب المرئية الافتراضية بلغة الإشارة مدخلاً لضمان الاحتواء الثقافي لفائدة الأطفال والمراهقين الصم من خلال الأدب والتعليم. وقد أنشأ المشروع أول موقع إلكتروني مجاني (www.videolibroslsa.org.ar) يحتوي على مجموعات قصصية يقدمها بلغة الإشارة قراء صم، مصحوبة برواية القصة بصوت مسموع حتى يستمتع بها الأهل والمدرسون أيضاً. وتم إنتاج مجموعتين من الكتب المعاصرة والحكايات الكلاسيكية حتى الآن، ويجري حالياً إعداد مجموعة جديدة من القصص لليافعين.
 
تعدُّ كتب الفيديو حلاً مبتكراً يستخدم التكنولوجيا من أجل الوصول إلى الأطفال الصم المنعزلين في المناطق الريفية، وربط الأطفال الصم مع البالغين الصم، وتشجيع القراءة واستخدام لغة الإشارة وإصلاح عملية التعليم. يزور الموقع الإلكتروني قرابة 3 آلاف شخص شهرياً من 40 بلداً، معظمها في أمريكا اللاتينية.
 

السياق والمشكلة

يدخل الكثير من الأطفال الصم المدرسة دون أن يكونوا قد طوروا أي لغة، أو تواصلوا مع أسرهم بواسطة اللغة، في الوقت الذي يجهل فيها مدرسوهم لغة الإشارة. وتفتقر المدارس لمواد سهلة المنال ملائمة لهذه الفئة من الناس، التي يعيش أكثرهم ضعفاً في المناطق الريفية، بينما تستخدم مواد معدة غالباً لذوي الإعاقة العقلية. ومن شأن هذا الوضع إن يفضي إلى الإقصاء الاجتماعي والأمية الوظيفية والبطالة وضعف الثقة بالنفس وربما أيضاً إلى مخاطر صحية بدنية وعاطفية. وغني عن القول أن فرص التعليم العالي تكاد تكون منعدمة.
 

الحل والأثر

إن الاستفادة من اللغة والأدب المكتوبين يشجع على التعليم والمشاركة الاجتماعية عبر تمكين الأطفال الصم من مشاركة الأطفال الأصحاء سمعياً في التجارب والمراجع، وضمان فهمٍ أفضل لبيئتهم واتخاذ القرارات الخاصة بهم. وتؤمن الكتب بلغة الإشارة المرفقة بالقراءة الصوتية للأطفال الصم إمكانية الحصول على النصوص المكتوبة باللغة الإسبانية، وتساعد في تعريف الأسر والمدرسين الأصحاء سمعياً بلغة الإشارة. وتدعم كتب الفيديو التفاعل القيّم بين الأطفال الصم والبالغين الأصحاء سمعياً، وتؤمن للأطفال إمكانيات اللقاء مع أشخاص أو شخصيات من الصمّ والتوحد معها ضمن نموذج تعليمي فكري ثنائي اللغة.
 
حققت صفحة كتب الفيديو أكثر من 32 ألف زيارة ومليون مشاهدة من 40 بلداً في عام 2013 (أي بمعدل 3 آلاف زيارة شهرياً)، وتم تحميل الكتب في القرى النائية. وحصل الموقع، المشمول ببرنامج كونيكتر إيغوالداد (الاتصال المتساوي) لوزارة التعليم، على جائزة فيفا ليكتورا (تحيا القراءة) الوطنية وجائزة فريدا العالمية. وروى المدرسون والأهل من شتى أنحاء البلاد كيف استخدموا القصص مع الأطفال، وقدم المؤلفون أعمالهم للبرنامج. ويقدر أن قرابة 12 ألف طفل وبالغ من الصم قد استفادوا من كتب الفيديو.

حاز المشروع في عام 2014 على اعتراف Iberoamerican Good Practice للبلدان الأيبيرية-الأمريكية، كما وصل إلى المرحلة النهائية لتصفيات جوائز وايز.

التطورات المستقبلية

في ضوء اختيار المشروع كنموذج تعليمي من قبل منظمة اليونيسيف، تعتزم المؤسسة استكمال مهمتها المتمثلة بإصدار صيغ مختلفة بلغة الإشارة للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك لفائدة الأطفال. كما سيتم وضع بروتوكول لتطوير مواد تعليمية بلغة الإشارة بالتعاون مع الأوروغواي والباراغواي والبرازيل والمكسيك.
 

May 09, 2019 (last update 05-09-2019)