تمكين الموجة الجديدة من رواد الأعمال من جيلي الألفية ومابعد الألفية

عالم العمل January 31, 2017
مع بداية سنة 2017 واستمرار الركود الاقتصادي الذي يعرفه العالم، تظهر لنا في الأفق موجة جديدة من رواد الأعمال في جل بقاع المعمور كما في بلداننا العربية.
حسب الدراسات السكانية والتسويق، نجد أمامنا جيلين من موجة رواد الأعمال الجدد: 
 
جيل الألفية (جيل واي): هم رواد الأعمال الذين ولدوا بين بداية الثمانينات (1980) وبداية الألفية الثانية (2000). وهي الفترة التي عرفت بتشابهها مع ارتفاع المواليد الذي عرفته حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.العديد من الدراسات التي أنجزت على هذا الجيل أشارت إلى مميزات مهمة، نسرد منها:  
• تفضيلهم للتنظيم المسطح أو الأفقي في العمل، حيث هناك قلة أو انعدام الفوارق بين الرئيس ومرؤوسيه مما قد ينعكس إيجابا على المردودية واتخاذ المبادرات والابداع في العمل.
• وعيهم الاجتماعي بالمشاكل التي تواجه المجتمع نتيجة الطفرة المعلوماتية. وقد تترجم ريادة الأعمال لديهم في تسويق حلول على شكل منتوجات أو خدمات.
• تطور منظورهم للتوازن بين العمل والحياة حيث انهم من رواد الأعمال الأكثر مرونة مع موظفيهم نتيجة قبول فكرة العمل عن بعد واستخدام آخر التكنولوجيا للتواصل وإتمام المهام.
• ميلهم للتداول الحر للمعلومة حيث يؤثر هذا على بيئة العمل بطريقة إيجابية من خلال خلق جو من الثقة والشفافية في اتخاذ القرارات والنهج التشاركي.
 
ومن جانب آخر، يواجه جيل الألفية (جيل واي) العديد من الاكراهات الاقتصادية والاجتماعية التي تعددت أوجهها حيث يمكن ان تكون نقمة أو نعمة على ريادة الأعمال. ونجد من بينها تراجع في الافاق الاقتصادية منذ أزمة 2008 التي وضعت العالم في حالة ركود اقتصادي لم تسلم منه كل بقاع المعمور مما قد يزيد من احتمال انتكاس تجربة رواد الأعمال أو تعطيل جني مداخيل تلبي طموحاتهم عند تأسيس شركاتهم. 
وضعت العديد من الحكومات في العالم، بعد وعيها بنسب البطالة المرتفعة عند هذا الجيل من الشباب، خططا للتشغيل خوفا من التهديدات المتعلقة بالاستقرار الاجتماعي، ناهيك عن توسع المشكل إلى معضلة أخرى متعلقة بالبطالة المقنعة حيث لها وجهان :
• تكدس عدد هائل من الموظفين في القطاع الحكومي بما يفوق مدى استيعابه وبالتالي تدني المردودية للفرد الواحد.
• اشتغال هذا الجيل بمهن قد لا تعكس تطلعاته وما يتوفرون عليه من كفاءات.
 
وفي هذا الصدد اتجهت عدة مؤسسات تنموية حكومية أو عالمية إلى خلق برامج خاصة بالشباب لتوجيههم لريادة الأعمال وتنمية الحس الابتكاري والابداعي من أجل تمكينهم إقتصاديا وإجتماعيا. تواجه هاته البرامج للاسف عدة معيقات من أهمها: 
• عدم تجاوب الشباب مع هاته البرامج إلا في حالة وجود محفزات مالية مهمة.
• عدم عمل عدة برامج على الأخذ بالخصوصيات المحلية من خلال تثمين المؤهلات وتقديم الحلول للمشاكل المرتبطة بالمجالالترابي.
• عدم توحد الرؤى في معايير تقييم هاته البرامج حيث تتسم بنوع من التخبط.
• نقص في التعاون الدولي في مجال نقل المعرفة والتكنولوجيا.
• عدم تأهيل البيئة الاقتصادية والمؤسساتية للتماشي مع تطلعات رواد الأعمال الجدد.
• نقص في دمج آخر صرعات التكنولوجيا التعليمية.
 

فاما بالنسبة للجيل الاخرمن موجة رواد الأعمال الجدد فهو جيل بعد الألفية (جيل زد): فهم الأشخاص الذين ولدوا في بداية الألفية الثانية والذين ترعرعوا في عصر الانترنت وتكيفوا معها منذ الصغر. يشكل هذا الجيل خزانا مستقبليا لرواد الأعمال لدا وجب على القائمين على البرامج التنموية في ريادة الأعمال استهدافهم منذ الصغروذلك من خلال برامج تعليمية تحسيسية لصقل قدراتهم والتركيز على نقط قوتهم في مجال التكنولوجيات الحديثة.

نستخلص مما سبق أهمية وأثر التعليم والتلقين على ريادة الأعمال وخاصة للأجيال الجديدة (واي و زد) التي أبانت عن إرتباطها الشديد بتقنيات التعليم التفاعلي بعيدا عن التلقين النظري من جانب واحد. ومن أهم التوجهات الدولية في ميدان التعليم والتلقين لرواد الأعمال، إعادة التفكير في مناهج تجعل الأولوية للفرد المتلقي وبالتالي شخصنة التكوين المعتمد إلى أقصى الحدود، الإتجاه نحو التعلم التلاؤمي الذي يأخذ بعين الإعتبار مستوى المتلقن، مدى تقدمه، الصعوبات التي يواجهها وكذلك مايفضل تعلمه، كما يتم الإعتماد على البرامج التعليمية المختلطة التي يمكن أن نطلق عليها ثلاثية الميم حيث هناك مثلث يجمعهم:
الملقن: حيث التعليم يكون وجها لوجه وبطريقة تفاعلية تجعل من المتلقي يغوص في مستجدات ريادة الأعمال ومايتداول في العديد من البلدان.
• الميدان: وهومربط الفرس حيث يعتمد فيه على توجيه المتعلم إلى القيام بأعمال ميدانية وخرجات يحتك فيها مع النسيج السوسيو الإقتصادي المكون لمكان تأسيس شركته (الشركات المنافسة، المؤسسات العمومية، الاجراءات الادارية…)  
المحمول: حيث يجعل من التعلم غير محدود في المكان أو الزمان ويتم تنمية الحس الريادي وتنمية قدرات رواد الاعمال عن بعد.