التعليم المتناوب من أجل التنمية الريفية في البيرو

لمحة عن المشروع


اعتاد الشباب في المناطق الريفية في البيرو، لأسباب مختلفة، ترك التعليم الثانوي في مرحلة مبكرة. إذ أن الحاجة تقتضي منهم العمل في المنزل. كما أن المسافات الطويلة التي تفصلهم عن المدارس وعدم ارتباط المواد التعليمية بحياتهم كما يتصورون قلّل من قيمة المدرسة في نظر عدد كبير من الأهالي، الأمر الذي أدى إلى استمرار الفقر وانعدام فرص العمل والفرص المنتجة التي من شأنها دعم تنمية المجتمع. لذلك، يروج المشروع  لبرنامج مبتَكر للتعليم المتناوب اعترفت به الحكومة البيروفية بوصفه نموذجًا تعليميًا ناجحًا في المناطق الريفية. ويهدف البرنامج المقترح إلى خلق تفاعل دائم بين التنمية الاجتماعية والمهنية والحياة الدراسية التي يتناوب فيها الطلاب بين المدرسة والبيت كل أسبوعين.
 
يشمل المشروع: (1) تعديل المناهج المدرسية لتتلاءم مع البيئة الريفية، (2) توظيف وتدريب مدرسين للمناطق الريفية، (3) إشراك الأهالي في تدريب المدرسين وإدارة المدرسة، (4) تأمين مرافق وبنى تحتية قريبة ويسهل الوصول إليها. وبذلك يحصل الطلاب من خلال المشروع على تعليم شامل ومتنوع. وقد استُخدمت هذه المنهجية بنجاح منذ عام 2002، ويتم تنفيذها حاليًا في 40 مدرسة ريفية متناوبة في 11 إقليم بيروفي، ويساعد 2,823 شابًا.
 
السياق والمشكلة

تكمن المشكلة الأساسية في أن المواد المدرسية النموذجية مصممة للشباب القاطنين في المدن (في البيرو، يلتحق بالمدرسة الثانوية 83.7% من شباب المدن، بينما تبلغ نسبة الشباب الملتحقين بالمدرسة الثانوية في المناطق الريفية 66.4%). ويرتبط معدل التسرب المرتفع في المناطق الريفية بالافتقار إلى برامج تعليمية وثيقة الصلة ومصممة لتلبية الاحتياجات الخاصة بسكان الريف.
 
ويتبنى المشروع مقاربة شمولية للتعليم في الريف عبر معالجة مشاكل مختلفة مثل:
  • مواعيد المدرسة التي لا تأخذ بالاعتبار المواسم الزراعية والمسافات الطويلة التي يضطر الطلاب إلى قطعها للوصول إلى المدرسة
  • المواد التعليمية منقطعة الصلة عن حاجات الريف، والمنفصلة عن وقائع الحياة فيه
  • ضعف جودة المواد الفنية والتعليمية والإدارة السيئة للمدارس
  • ضعف مشاركة سكان الريف في صنع القرار
  • ضعف إدارة الحكومة للتعليم في الريف

الحل والأثر

ينقل المشروع التركيز إلى الشباب في الريف، ويعمل على تطوير برنامج تعليمي تم تعديله خصيصًا ليناسب احتياجاتهم. ويعالج المشروع التحديات التي تواجه التعليم بالطرق التالية:
  • يقضي الطلاب أسبوعين بالتناوب بين البيت والمدرسة حيث يسكنون، لتقليل الزمن المنقضي في السفر
  • تصميم المناهج المدرسية بحيث تتلاءم مع واقع الحياة في الريف مع التركيز بصورة خاصة على القضايا العملية
  • التدريب المتواصل للمدرسين
  • إشراك الأهالي في تدريب المدرسين وإدارة المدرسة
  • ترويج المشروع بوصفه نموذجًا للتعليم الناجح في المناطق الريفية من خلال اعتراف الحكومة البيروفية به
يخدّم المشروع اليوم 2,823 شابًا (1,186 بنتًا و1,637 صبيًا) يدرسون في 40 مدرسة في 11 إقليمًا في البيرو. وأنهى 1,657 شابًا تعليمهم الثانوي من خلال المشروع في عام 2013. ويكمل 52% ممن أنهوا تعليمهم المدرسي قبل عام 2012 مرحلة التعليم العالي، بينما يعمل 68% منهم في عمل خاص به. ولا يزال 78% مرتبطون بأسرهم ومجتمعاتهم ويقوم 31% منهم بإعداد خطط الأعمال الخاصة به. كما يدعم المشروع زيادة دخل الأسرة، ففي كثير من الحالات يتم تمويل التعليم في الجامعة من الأعمال الجديدة.

التطور المستقبلي

يجري حاليًا تطوير المشروع بعد أنْ اعترفت به وزارة التعليم البيروفية بوصفه برنامجًا تعليميًا مبتَكرًا. ويهدف في السنوات المقبلة إلى توسيع نطاقه ليشمل البلاد بأكملها، بحيث تقوم السلطات المحلية في نهاية المطاف بإدارة وتمويل المشروع في كل الريف البيروفي.
سيتم تطبيق خطة التنفيذ في عدد محدد من المدارس من خلال الأنشطة التالية:
  • اختيار المدارس والتجمعات السكانية الريفية
  • وضع خطة عمل بالتعاون مع وزارة التعليم
  • تحسين القاعدة المعرفية للمشروع وتنظيمها
  • إعداد خطة اتصال استراتيجية لزيادة المعرفة بالمشروع
May 09, 2019 (last update 05-09-2019)