نانهي كالي

لمحة عن المشروع


يؤمن أناند ماهيندرا، مؤسس المشروع، أنّ تعليم النساء يمثل ركيزةً أساسيةً لبناء مجتمع علماني حديث وأنّ هناك ارتباطاً قوياً بين الآفات الاجتماعية الموجودة في الهند مثل النمو السكاني الهائل وجرائم المهر ونظام الطوائف الاجتماعية وغيرها وبين عدم تعليم الفتيات. ويؤمن أنّ تمكين النساء من خلال التعليم يؤدي إلى فوائد جمّة للبلد ككل على المدى الطويل وهي حقيقة تدعمها العديد من دراسات البنك الدولي. ويمثل مشروع نانهي كالي، الذي يدعم تعليم الفتيات الأقل حظاً، البرنامج الرائد في أمانة كي سي ماهيندرا للتعليم منذ نشأتها عام 1996.
 
وتتشارك الأمانة مع مؤسسة ناندي بإدارة المشروع منذ عام 2005. ولا يقدم مشروع الكفالة التعليمية نانهي كالي الدعم الأكاديمي للفتيات الأقل حظاً من خلال تعليم الرياضيات والعلوم واللغة لتمكينهن من الحصول على القدرات العلمية المناسبة للصف فحسب بل يقدم الدعم المادي أيضاً بما في ذلك الزي المدرسي والحقائب المدرسية والأحذية والجوارب مما يرفع عن عائلاتهن عبء التكاليف المضمرة للتعليم. 
 
وقد قدّم حتى اليوم 7838 من الأفراد والشركات تبرّعات لمشروع نانهي كالي مما مكّنه من دعم تعليم أكثر من 83,000 من الفتيات الأقل حظاً على امتداد تسع ولايات هندية. وقد حقق المشروع أثراً ملموساً بتخفيض نسبة تسرب الفتيات من المدرسة إلى أقل من 10% وزيادة النتائج التعليمية بنسبة 10% في جميع مناطق المشروع.

السياق والمشكلة

تمثل الهند سدس سكان العالم وثلث فقرائه. وتنتشر ظاهرة الحرمان من التعليم في أغلب الحالات بين الأطفال الفقراء في المناطق المدنية والريفية والقبلية. ويكون وضع البنات أسوأ من الصبيان في كل تلك الفئات بسبب التكاليف الفعلية أو المتوقعة التي تتحملها العائلات لتعليم الفتيات. ولا يدرك الوالدان الفقيران أو غير المتعلمين أهمية تعليم فتياتهما ويفضلان أن يقمن بأعمال المنزل أو ينخرطن بعمل يجني الدخل في سن مبكرة على الالتحاق بالمدرسة. ويؤدي ذلك إلى تكريس حلقة الفقر واستمرارها واستغلال الفتيات.

ومن المعروف أن تمكين الفتيات من خلال التعليم يؤدي إلى فوائد عظيمة لأي بلد على المدى الطويل، وقد أقرّ البنك الدولي أن تعليم الفتيات هو الاستثمار الأكثر فعالية في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية. وبحسب البنك الدولي فإن الفائدة من تعليم الفتيات تشمل تخفيض نسب وفيات الأمهات والأطفال وتحسين مستوى تغذية وصحة الأطفال وتخفيض معدلات الخصوبة وتحسين الانتاج الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، فثمة منافع كبيرة من حيث تخفيض استغلال الإناث والإساءة لهن.

الحل والأثر

يعتبر مشروع نانهي كالي متماشياً مع أهداف الألفية الإنمائية كما أنه يستجيب لاحتياجات المجتمع، حيث يركز المشروع على الشراكات بين الجهات المعنية المختلفة ويعمل مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع والمانحين من أفراد ومؤسسات. ويقدم المشروع الدعم الأكاديمي بعد المدرسة لمساعدة الفتيات على تطوير مهارات ملائمة لصفهن في اللغة والحساب والعلوم، حيث إنّ الفتيات اللاتي يدرسن في المدارس الحكومية غالباً ما يتركن المدرسة دون الحصول على المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب وحل المشكلات. وقد عمل المشروع على تطوير منهجية تعليمية مبتكرة تشمل منهجاً خلّاقاً لدعم المفاهيم الأكاديمية. ويركز المشروع على الشفافية مما يمكّن المانحين من متابعة الأطفال الذين يشرفون على تعليمهم عبر الإنترنت. كما أن المشروع قابل للتكييف والتعميم.

ومن حيث الأثر، فقد حقق المشروع النتائج التالية:
 
1) يقوم مشروع نانهي كالي حالياً بتقديم الدعم الأكاديمي والمادي لأكثر من 83,000 فتاة في المناطق الحضرية الفقيرة والريفية النائية والتي تعاني من الصراع في تسع ولايات هندية وهي أندرا براديش وتشاتيسغار وديلهي وهاريانا وماديا براديش ومهاراشترا وكارناتاكا وتاميل نادو وراجستان.
2) نجح المشروع في تخفيض نسبة التسرب من التعليم بين الفتيات في مناطق المشروع إلى أقل من 10% في حين تبلغ النسبة على المستوى الوطني 30% للتعليم الابتدائي و70% للتعليم الثانوي.
3) كما نجح المشروع في رفع نتائج التعليم لدى طلابه بنسبة 20% خلال عام واحد.

التطور المستقبلي

ظهر خلال السنة الماضية ارتفاع في حالات العنف ضد الفتيات والنساء المسجلة في الهند وقد بات من الواضح أنه لا بد من القيام بالمزيد لتمكين الفتيات من مواجهة عالم مليء بتحديات متعددة، وهو ما قادنا إلى فكرة إنشاء تيار وطني باسم نانهي كالي لتشعر الفتيات بأنهن مرتبطات بقوة جماعية واحدة ولسن مستضعفات.

سيكون هدف المشروع خلال السنوات القليلة القادمة، بالإضافة إلى التعليم، ضمان حصول الفتيات على الأمان والسلامة الشخصية والصحة والنظافة الصحيّة والغذاء وتعلم اللغة الإنجليزية المحكية ومهارات الحاسوب الأساسية (القدرة على المشاركة في السوق) وجميعها من شأنها تمكين الفتيات على المستوى الفردي والجماعي.

May 09, 2019