مؤسسة المواطنين

لمحة عن المشروع

تعتبر مؤسسة المواطنين إحدى أكبر المنظمات غير الربحية في مجال التعليم في الباكستان. وقد عملت منذ تأسيسها، في عام 1995، على إدارة وتشغيل شبكة من 910 مدارس مبنية لأغراض محددة في المناطق الريفية الأكثر فقراً ومعظم الأحياء الفقيرة في الباكستان بشكلٍ محترف. وتتمثل رسالة المؤسسة في تشجيع التعليم النوعي واسع النطاق في المراحل الابتدائية والثانوية ضمن بيئة تشجع على النمو الفكري والأخلاقي والروحي.

 
ويعتمد النموذج الذي تتبعه المؤسسة على الإيمان بأنّ التعليم الذي يحصل عليه الفقراء يجب ألّا يكون سيئاً. وتحتوي مدارس المؤسسة على صفوف دراسية واسعة ومفروشة بشكلٍ كامل بالإضافة إلى مبنى إداري وساحة للعب ومكتبة ومختبرات حاسوب ومختبرات علمية وغرفة للفنون وجميع المرافق الضرورية للوصول إلى بيئة تعليمية تحفيزية.
 
وقد أثبتت الأعوام السبع عشرة الماضية أنّ نموذج الإدارة الذي تتبعه المؤسسة مبتكر ويمكّن الفقراء في الباكستان من الحصول على التعليم العالي الجودة بتكلفة منخفضة. ومن تشتمل الابتكارات علىتوفير المواصلات المجانية للمعلمين لتجنب تغيبهم والأبنية المنشأة لتلبية الغرض المراد منها في قلب المناطق المتدنية الدخل بحيث يتمكّن الأطفال من المشي إلى المدرسة ويتمتعوا بالأمان ضمن أسوارها، بالإضافة إلى نظام الرسوم المرن "ادفع كما تستطيع" والذي تدعمه التبرعات، بالإضافة إلى كليّة للبنات لتشجيعهن على الالتحاق بالتعليم وكذلك الأنظمة والهيكليات التنظيمية القوية المصممة لضمان اتباع معايير حوكمة عالية المستوى ومواجهة التحديات التنفيذية في الوقت نفسه.

السياق والمشكلة

يوجد في الباكستان 25 مليون طفل غير ملتحقين بالمدرسة، مما يجعلها تضم ثاني أكبر نسبة للتسرب الدراسي في العالم. ومن غير المرجح أن تحقق الباكستان، قبل عام 2100، هدف الألفية الإنمائي المتمثل بالتعليم الابتدائي للجميع عام 2015. ولا تتجاوز نسبة معرفة القراءة والكتابة على المستوى الوطني 57% من السكان فيما لا تتجاوز نسبتها بين الإناث 45%. كما يوجد نقص كبير في المدارس الآمنة سهلة الوصول والمعقولة التكلفة للفقراء. وثمة ندرة في المدارس الآمنة والسهل بلوغها والمنخفضة التكلفة بما يناسب الفقراء. وتواجه الفتيات بشكلٍ خاص صعوبة بالالتحاق بالمدرسة، ليس لأسباب مادية فحسب (حيث تنخفض نسبة التحاق الفتيات بالتعليم بنسبة 20% لكل 500 متر تضطر الفتاة لقطعها للوصول إلى المدرسة) بل لأسباب ثقافية ومالية أيضاً.

 
ولنقص التعليم أثر عميق على التباين بين الناس، مما يؤدي إلى إحساس بعدم الأمان بمختلف انعكاساته. إنّ الأميّة وجهل الحساب يؤديان إلى إقصاء الفقراء من الأسواق، مما يجعلهم أكثر هشاشة وعرضة لصدمات الحياة وغير قادرين على المطالبة بحقوقهم القانونية أو إسماع صوتهم السياسي لإحداث التغيير أو تحقيق العدالة. ويؤثر هذا الإحساس بعدم الأمان على النساء بشكلٍ خاص حيث أظهرت العديد من الدراسات أن التعليم يساعد على التحكم بنمو السكان من خلال زيادة الفترة الفاصلة بين الولادات، كما يقلل من معدل الوفيات بين الأطفال ويقلل عدد النساء المفقودات. وتتمتع عائلات النساء المتعلمات بصحة أفضل مما يكون له تأثير كبير في البلدان الفقيرة حيث تعود أسباب الوفاة في 40% من الحالات إلى أمراض يمكن الوقاية منها بالكامل.

الحل والأثر

إنّ نموذج الإدارة الذي تتبعه المؤسسة يتمتع بإمكانيات تكييف مبتكرة تسمح للفقراء في الباكستان بالحصول على التعليم عالي الجودة بتكلفة منخفضة جداً. وتكمن قوة المشروع في أنّ كلّ مدرسة فيه توفّر ما يلي:

1) البيئة الآمنة السهلة البلوغ، وبخاصة بالنسبة للفتيات، من خلال الأبنية المنشأة لتلبية الغرض المراد منها ضمن مسافات قصيرة يمكن اجتيازها مشياً، مع ضمان وجود مرافق تعمل بشكل كامل مثل دورات المياه والمياه الجارية ومياه الشرب والبيئات المخصصة للفتيات فقط من خلال مدارس مخصصة للفتيات وهيئة تعليميّة مؤلفة من المعلمات بالكامل، مع توفير المواصلات من باب البيت وإليه.
 
2) الرسوم المدعومة والتي يمكن تخفيضها أكثر من خلال المنح الدراسية.
3) إجراءات صارمة لضبط الجودة حيث تقوم مكاتب المنطقة وفرق التعليم الإقليمية ومنظومة التقييم والمتابعة المركزية بتقديم الدعم لكل المدارس بالإضافة إلى وجود برنامج تعليمي لتدعيم المواد التعليمية وتدريب الموظفين.
 
وأحدث المشروع حتى اليوم أثراً ملحوظاً في أنحاء البلاد. فقد بدأ المشروع بخمس مدارس في كراتشي عام 1995 ووصل اليوم إلى 910 مدرسة منشأة لتلبية الغرض المراد منها تخدم 128 ألف طالب في الأحياء الفقيرة والقرى على امتداد 97 بلدة ومدينة في الباكستان. ويوفر المشروع فرص عمل لأكثر من 10 آلاف شخص في أنحاء البلاد بينهم 6300 معلّمة يكسبن رزقهن من العمل في مدارس مؤسسة المواطنين. وتمثل الفتيات قرابة نصف طلاب المشروع بينما لا تتجاوز نسبة التحاقهن بالدراسة الابتدائية على المستوى الوطني 39%. وينجح أكثر من 90% من طلاب المشروع في اختبار الصف العاشر فيما تبلغ النسبة على المستوى الوطني 60% في المتوسط. ويتابع أكثر من 70% دراستهم في الصفين الحادي عشر والثاني عشر مقابل معدل وطني لا يتخطى 40%، بينما يتابع 16% من طلاب المشروع دراستهم بعد الصف 12 بينما لا تتجازوز النسبة على المستوى الوطني 5% في المتوسط.

التطور المستقبلي

تخطط المؤسسة لإنشاء 1,000 وحدة مدرسية خلال السنوات القادمة وتسجيل 180 ألف طفل في المدرسة خلال السنوات الثلاث القادمة. وسيعمل المشروع على تعميم التجربة وتوسيع فائدتها من خلال استحداث دوام مسائي ملائم التكلفة لاستثمار الأبنية القائمة بشكل أفضل واستكشاف وسائل توزيع بديلة للمواد التعليمية للمؤسسة للتأثير على الطلاب خارج شبكة المؤسسة نفسها بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا لبناء الكفاءة الداخلية وتحرير الموارد التي تستخدم حالياً في النشاطات المكلفة والمستهلكة للموارد.

May 09, 2019 (last update 05-09-2019)