المدرسة السريعة

About the Project

يعمل برنامج "المدرسة السريعة" للتعلم السريع التابع لصندوق لومينوس على تمكين الأطفال غير الملتحقين بالمدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا من تعلم القراءة والكتابة والحساب في عام واحد، ومن ثم الانتقال إلى المدارس الحكومية المحلية للدراسة مع الطلاب الذين يماثلونهم في العمر. ويتكون النموذج من ثلاثة مكونات. أولاً، يمر الطلاب ببرنامج تعلم سريع يمتد لعشرة أشهر جرى تصميمه بحيث يغطي الصف الأول والثاني والثالث لتحضير الأطفال للانتقال مباشرةً إلى الصف الرابع في المدارس الحكومية المحلية. وفي أثناء اليوم المدرسي الذي يتراوح بين سبع و ثمان ساعات، يتعلم الأطفال القراءة والكتابة والحساب عن طريق أنشطة يقودها الطلاب والتعلم من الأقران، والتعليم القائم على اللعب في فصول دراسية يبلغ تعدادها 25 طالب. وتضمن التقييمات المنتظمة تخصيص المعلمين اهتمامًا شخصيًّا، بحيث يحيط الطلاب علمًا بقدرات التعلم الأساسية بشكل كامل. أما المكون الثاني فهو الحشد المجتمعي عبر مجموعات مشاركة الوالدين التي تحفز الدعم طويل المدى من الوالدين لإبقاء أطفالهم في المدرسة. وبعد ذلك يأتي المكون الأخير وهو بناء القدرات في المدارس الحكومية الشريكة مما يضمن دعم خريجي "المدرسة السريعة". ويتضمن ذلك التدريب التوجيهي لمعلمي المدارس الابتدائية وكبار المعلمين على منهجية التدريس المتبعة في "المدرسة السريعة" والتي ترتكز على الأطفال وتعتمد على الأنشطة.
Context and Issue
تعدّ أثيوبيا وليبيريا في مصاف الدول التي تذخر بأعداد مهولة من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس. وتتضافر مجموعة من العوامل الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لتتسبب في عدم التحاق الأطفال بالمدارس، حيث يؤدي الفقر المدقع إلى عمالة الأطفال. كما أن انخفاض التوقعات من التعليم المدرسي والحمل المبكر والزواج المبكر يحول دون التحاق الصغار بالمدرسة، ولا سيما الفتيات. وفي بعض المناطق تتحدد فرص الحصول على التعليم بناءً على الاختلافات الطائفية والعرقية. وتسجل أثيوبيا ثاني أكبر عدد من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس (5.7 مليون) في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتمثل منطقتا إقليم الأمم والقوميات والشعوب الجنوبية وأمهرة الأثيوبيتان، حيث تعمل "المدرسة السريعة"، 45 في المائة من إجمالي الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في البلاد طبقًا لمركز بيانات سياسات التعليم. بينما ينخرط 60 في المائة من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في أمهرة في عمالة الأطفال بشكل أو آخر. أما ليبيريا فتعاني هي الأخرى من أحد أعلى معدلات الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في العالم؛ حيث ترتفع النسبة بين الأطفال في سن المدرسة الابتدائية إلى 67 في المائة بين الفتيات و63 في المائة بين الفتيان. كما التحق 91 في المائة من طلاب المرحلة الابتدائية بالمدرسة متأخرين وتزيد أعمارهم عن العمر المفترض. ولا تزال المنظومة التعليمية الليبيرية عاجزة بعد مرور 14 عامًا على انتهاء الحرب الأهلية، كما تدهورت بشكل أكبر بعد تفشي الإيبولا في 2014 والذي أدى إلى حالات إغلاق للمدارس امتدت لسبعة أشهر.
The Solution and Impact
يعود تاريخ بدء الاستعانة ببرامج التعلم السريع في جميع أنحاء العالم النامي لمواجهة مشكلة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى التسعينات على أقل تقدير. وما يميز نموذج "المدرسة السريعة" هو النتائج الاستثنائية وسجل الإنجازات المثبت باعتباره برنامجًا يعمل على نطاق واسع. ومنذ منتصف العقد الأول من القرن العشرين، جرى تطبيق النموذج في أربع بلدان أفريقية، واستفاد منه حتى تاريخه أكثر من مائة ألف طفل وعائلاتهم.
 ويتبنى برنامج "المدرسة السريعة" نظرة شاملة من حيث مساعدة الأطفال على إعادة الاندماج في المنظومة المدرسية. وعلى صعيد نتائج المشروع، فإن "المدارس السريعة" تساعد الأطفال على تعلم القراءة والكتابة والحساب، وبالتالي فهي تغذي المدارس الرسمية وتُزيد من فرص حصول الأطفال على التعليم الرسمي. ويتمثل الهدف بعيد المدى في العمل مع الحكومة وتعزيز منظومة المدارس العامة من الداخل. أما على صعيد الطلب، فإن هذا المشروع تبرز أهميته لكونه يعمل على تغيير سلوكيات المجتمع وتصوراته عن الحضور المدرسي من خلال عنصر مشاركة الوالدين. ويؤدي المزيد من الدعم في المنزل مع وجود فرصة للاستمرار في التعليم إلى إتاحة فرص جديدة لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم. ويتعمد برنامج "المدرسة السريعة" إدارة برامج في المجتمعات المحرومة الأكثر عوزًا لأن التعليم هو الطريق الوحيد أمام هؤلاء الأطفال نحو التخلص من فقرهم المتوارث. ويضمن هذا البرنامج تعديل المنهج الدراسي في كل دولة حسب المعايير الوطنية.
 كما تمزج الفصول الدراسية في "المدرسة السريعة" بين منهجية التدريس التي تركز على الطفل وأساليب التعلم القائمة على الأنشطة والمشاركة لضمان عدم اكتفاء الطلاب باكتساب الحد الأدنى من قدرات التعلم، ولكن أيضًا تكوين تجربة تعلم إيجابية. وينتقل أكثر من 90 في المائة من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس الذين ينضمون إلى برنامج "التعلم السريع" إلى المدارس الحكومية. وطبقًا لتقييم حديث أجرته جامعة ساسكس، لا يزال 75 في المائة منهم ينتظمون بمدارسهم بعد مرور أربعة أعوام على انتقالهم إلى هذه المدارس. كما تشير تقارير التقييم المبكر إلى تفوق الأطفال الذين تخرجوا من "المدرسة السريعة" على أقرانهم في المدارس الحكومية بمجرد التحاقهم بالمنظومة المدرسية الحكومية. ويجري تنفيذ مشروع "المدرسة السريعة" خلال عام 2017 في 650 مدرسة، بحيث يوفر التعليم لعدد 16,250 طفل في أثيوبيا وليبيريا.
Future Developments
يسعى برنامج "المدرسة السريعة" إلى تمكين ستة ملايين طفل إضافي من المجموعات المستهدفة للالتحاق بالمدارس بحلول عام 2030. واعتمد تمويل البرنامج على مؤسسة ليجاتوم لاستثمار نجاح برنامج التعليم السريع والعودة للمدرسة الذي تقوده هذه المؤسسة في جميع أنحاء أفريقيا. وتطويرًا لنموذج "المدرسة السريعة" الذي تكلل بالنجاح، يستكشف صندوق لومينوس ويطور نماذج جديدة مماثلة في النجاح لتحقيق التعليم الشامل. وإلى جانب مؤسسة ليجاتوم، حصل برنامج "المدرسة السريعة" على تمويل من مؤسسة UBS-Optimus ودبي العطاء وشركة ألعاب الجوال Supercell. وأدى هذا الدعم الجديد إلى دعم التوسع نحو ليبيريا ولبنان عام 2016. كما يهدف برنامج "المدرسة السريعة" إلى توسيع نطاق أعماله في نيجيريا وباكستان، حيث ينتظر كلتاهما تسجيل أكبر عدد من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بحلول عام 2020.
May 09, 2019 (last update 05-09-2019)