المهارات والمعرفة اللازمة للمدراء في المدارس المستقلة في قطر

القيادة والنظام المحيط بالتعلّم December 20, 2018
ما العوامل المؤثرة في كل من  نجاح الطالب وكفاءة المعلم وجودة التدريس؟ أثبتت الدراسات أن القيادة التربوية تؤدي دورًا مهمًا في تحسين أداء المدارس والطلاب، وبالأخص في دولة قطر ؛ إذ تشهد نهضة تعليمية متميزة. ويهدف هذا البحث إلى دراسة المعرفة والمهارات المطلوبة لتأسيس مديري مدارس فاعلين في المدارس القطرية الحكومية خلال فترة النهضة العلمية الحالية. وقد أجريت مقابلات ومجموعات نقاشية مع عدد من موظفي القطاع التعليمي في قطر؛  لتعرف أفكارهم وخبراتهم ووجهات نظرهم ، فضلا عن تعرف آرائهم حول المعرفة والمهارات اللازمة لتأسيس مديري  المدارس ذوي القدرات القيادية العالية في المدارس الحكومية 
 
وأبدى عديد من المشاركين في هذه الدراسة آراء متقاربة حول المعرفة والمهارات المطلوبة لتأسيس مديري المدارس ذوي الكفاءة العالية، ومن أهمها : القدرة على اتخاذ القرارات، وقد أعرب المشاركون في هذه الدراسة أن المدرين الفاعلين لديهم القدرة على تحليل المشكلات مع الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر الآخرين وغيرها من المعطيات المتاحة واتخاذ القرارات بناءً عليها. كما يرون أن مديري المدارس الناجحين يمتلكون المهارات اللازمة للتوصل إلى حلول عادلة ومنصفة. وعليهم كذلك إدراك أن قراراتهم قد يكون لها تأثير مباشر على حياة الآخرين الشخصية والمهنية، ولهذا فيتوجب عليهم مشاركة الآخرين في عملية اتخاذ القرار. وتبعاً لذلك فإن هذه الطريقة القيادية تعد أكثر استدامة على المدى البعيد على نقيض تطبيق أوامر وقرارات دون مشاورة الآخرين. هذا بالإضافة إلى أن القادة التربويين تقع على عاتقهم مسؤولية اتخاذ القرارات في أمور تخص مدارسهم ومعلمي مدراسهم وطلابهم، كما أثبتت الدراسات منْ يتمتع بحرية عالية في اتخاذ القرارات المهمة هم المديرون ذوو الكفاءات العالية ، مما يتطلب منهم معرفة شاملة باحتياجات مدارسهم وطلابهم وأعضاء هيئة التدريس 
 
كما أن المديرين يتولون منصبًا يمكّنهم من تأهيل المعلمين مهنيًا؛ ليصبحوا قادة تربويين، وذلك يتطلب إلمامهم بطرق التدريس الفاعلة ، مما يشمل معرفة باستراتيجيات التدريس ونظريات التعلم وأساليب التقييم، وتوظيف هذه المعرفة لنجاح إجراءات تطوير المعلمين وآليات التغذية الراجعة. ويجب على مديري المدارس الحكومية القطرية أن يؤدوا دورًا فاعلًا في تطبيق المناهج وتقييمها وتطويرها . ومن ثم يتعين على مديري  المدارس : امتلاك القدرة على التشخيص الدقيق لاحتياجات المعلمين وعلى توفير فرص مميزة لتطوير المعلمين مهنيًا. وإضافة إلى ذلك، ينبغي على المديرين خلق بيئة مدرسية تتسم بالمسؤولية المشتركة ؛ حيث يتحمل المعلم مسؤولية تطوره المهني، وتتحملإدارة المدرسة توفير الفرص والمصادر اللازمة لتحقيق هذا التطوّر 
 
 كثر المديرين نجاحًا هم من أتقنوا التواصل مع المعلمين والطلاب والموظفين وأولياء الأمور في البيئة المدرسية. تمتاز دولة قطر بتنوع الجنسيات والثقافات في المجتمع، مما ينعكس على مجتمع مدارس قطر الحكومية حيث تتنوع البيئة الدراسية، إذ إن 27% من المعلمين قطريين الجنسية و66% من جنسيات عربية أخرى و6% من جنسيات غير عربية. أما الطلاب فـ56.5% يحملون الجنسية القطرية و43.5% يحملون جنسيات أخرى عربية أو غير عربية. ولكن ما أهمية هذا في بحثنا؟ لأنه يتم قبول معلمين وطلاب بمختلف المعتقدات والخبرات التعليمية والقيم الثقافية، مما يؤثر تأثيرًا جوهريًا في مفهومهم للتعليم وموقفهم تجاهه. ويأتي هنا دور المديرين الأكفاء الذين لا يتمتعون بالقدرة على فهم الثقافات الأخرى وحسب، بل ويتمتعون بالمهارات اللازمة لتكوين بيئة مدرسية تتبنى ثقافة التسامح وتقبّل الآخرين. فمن الضروري أن يمتلك المديرون مهارة التعامل مع التنوّع الثقافي والاختلاف بين المعلمين، الموظفين، الطلاب، والأهالي إذ إن تعزيز المدارس لهذا التنوّع يعمل على تحسين البيئة الدراسية وعلى نمو المعلمين . . والطلاب ونجاحهم. كما يتوجب على المديرين تعزيز مبادئ الاحترام لهذا التنوّع لدى المعلمين والموظفين والطلاب 
 
هذا ، وتعي وزارة التعليم والتعليم العالي بوضع التنوّع القائم وتراعيه في المعايير المهنية الوطنية للمعلمين وقادة المدارس، إذ تناشد مديري المدارس بأهمية تأسيس ثقافة التسامح والاحترام والتعاون بل ودعمها في البيئة المدرسية، ويجب أن تتصدر وزارة التعليم والتعليم العالي لتطوير النظام التعليمي بناءً على ثقافة الاحترام والتعاون. وبالتالي تسهم هذه الدراسة في إثراء الحصيلة البحثية الداعمة لرؤية قطر برفع المعايير التعليمية في قطر. 
 
يمكنكم الاطلاع على البحث من خلال الرابط: https://doi.org/10.1080/13603124.2018.1508751